الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
أحدها: أنه يتعلق بصدق. ثانيها: أن يكون صفة مصدر محذوف أي صدقًا ملتبسًا بالحق أي بالغرض الصحيح والحكمة البالغة وذلك ما فيه من الابتلاء والتمييز بين المؤمن المخلص وبين من في قلبه مرض. ثالثها: أن يتعلق بمحذوف على أنه حال من الرؤيا أي ملتبسة بالحق. رابعها: له قسم وجوابه {لتدخلن} أي بعد هذا دخولًا قد تحتم أمره {المسجد} أي: الذي يطاف فيه بالكعبة ولا يكون دخوله إلا بدخول الحرم {الحرام} أي: الذي أجاره من امتهان الجبابرة ومنعه من كل ظالم. قال الزمخشري: وعلى تقديره قسمًا إمّا أن يكون قسمًا بالله تعالى فإنّ الحق من أسمائه تعالى وأمّا أن يكون قسمًا بالحق الذي هو نقيض الباطل.فإن قيل: ما وجه دخول {إن شاء الله} أي: الذي له الإحاطة بصفات الكمال أجيب بأوجه.أحدها: أنه تعالى ذكره تعليمًا لعباده الأدب لأن يقولوا في غداتهم مثل ذلك متأدبين بآداب الله ومقتدين بسنته لقوله تعالى: {ولا تقولنّ لشيء إني فاعل ذلك غدًا إلا أن يشاء الله}.ثانيها: أن يريد لتدخلنّ جميعًا إن شاء الله. ولم يمت منكم أحد.ثالثها: أن ذلك كان على لسان ملك فأدخل الملك إن شاء الله.رابعها: إنها حكاية ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وقص عليهم. وقال أبو عبيدة: أن بمعنى إذ مجازه إذ شاء الله. كقوله تعالى: {إن كنتم تعلمون}.خامسها: إنها للتبرّك وقيل هي متعلقة بآمنين فالاستثناء مواقع على الأمن لا على الدخول لأن الدخول لم يكن فيه شك كقوله صلى الله عليه وسلم عند دخول المقبرة وإنا إن شاء الله بكم لاحقون فالاستثناء راجع إلى اللحوق لا إلى الموت. وقوله تعالى: {آمنين} حال من فاعل لتدخلن وكذا {محلقين رؤوسكم} أي: كلها {ومقصرين} أي: بعضها أي منقسمين بحسب التحليق والتقصير إلى قسمين لا تخشون إلا الله تعالى وفيه إشارة إلى أنهم يتمون الحج من أوّله إلى آخره فقوله: {لتدخلن} فيه إشارة إلى الأوّل وقوله: {محلقّين} {ومقصرين} إشارة إلى الآخر فإن قيل محلقين حال الداخلين والداخل لا يكون إلا محرمًا والمحرم لا يكون محلقًا أجيب بأنّ قوله آمنين معناه متمكنين من أن تتموا الحج محلقين ومقصرين وأشار بصيغة التفعيل إلى الكثرة فيهما غير أن التقديم يفهم أنّ الأول أكثر.وقوله تعالى: {لا تخافون} أي: لا يتجدّد لكم خوف بعد ذلك يجوز أن يكون مستأنفًا وأن يكون حالًا ثالثة أمّا من فاعل لتدخلنّ أو من ضمير آمنين أو محلقين أو مقصرين فإن كانت حالًا من آمنين أو حالًا من فاعل لتدخلنّ فهي حال للتوكيد وآمنين حال مقارنة وما بعدها حال مقدّرة إلا قوله: {لا تخافون} إذا جعل حالًا فإنها مقدّرة أيضًا فإن قيل: قوله تعالى: {لا تخافون} معناه غير خائفين وذلك يحصل بقوله تعالى: {آمنين} أجيب: بأنّ فيه كمال الأمن لأنّ بعد الحلق يخرج الإنسان عن الإحرام فلا يحرم عليه القتال وكان عند أهل مكة يحرم قتال من أحرم ومن دخل الحرم. فقال تدخلون آمنين وتحلقون ويبقى أمنكم بعد خروجكم من الإحرام {فعلم} أي: الله في الصلح من المصلحة {ما لم تعلموا} من المصالح فإنّ الصلاح كان في الصلح وإنّ دخولكم في سنتكم سبب لوطء المؤمنين والمؤمنات وهو قوله تعالى: {ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات} الآية.فإن قيل: الفاء في قوله تعالى: {فعلم} فاء التعقيب فقوله تعالى: {فعلم} وقع عقب ماذا أجيب: بأنه إن كان المراد من {فعلم} وقت الدخول فهو عقب صدق وإن كان المراد فعلم المصلحة فالمراد علم الوقوع والشهادة لا علم الغيب والتقدير لما حصلت المصلحة في العام القابل فعلم ما لم تعلموا من المصلحة المتجدّدة {فجعل} أي: بسبب إحاطة علمه {من دون} أي: أدنى رتبة من {ذلك} أي: الدخول العظيم في هذا العام {فتحًا قريبًا} يقويكم به من فتح خيبر ووضع الحرب بين العرب بهذا الصلح واختلاط بعض الناس بسبب ذلك ببعض الموجب لإسلام ناس كثيرة تتقوون بهم فتكون تلك الكثرة والقوّة بسبب هيبة الكفار المانعة لهم من القتال فقتل القتلى ترفقًا بأهل حرم الله إكرامًا لهذا النبيّ الكريم صلى الله عليه وسلم.وقوله تعالى: {هو الذي أرسل رسوله} أي: الذي لا رسول أحق منه بإضافته إليه {بالهدى} أي: الكامل الذي يقتضي أن يهتدي به أكثر الناس تأكيدًا لبيان صدق الله تعالى للرّؤيا لأنه لما كان مرسلًا لرسوله ليهدي لا يريه ما لا يكون فيحدث الناس فيظهر خلافه فيكون ذلك سببًا للضلال.فإن قيل: الرؤيا للواقع قد تقع لغير المرسل أجيب: بأنّ ذلك قليل لا يقع لكل أحد تنبيه الهدي يحتمل أن يكون هو القرآن كقوله تعالى: {أنزل فيه القرآن هدى للناس}.وعلى هذا قوله تعالى: {ودين الحق} هو ما فيه من الأصول والفروع ويحتمل أن يكون الهدي هو المعجزة أي أرسله بالمعجزة فيكون قوله تعالى: {ودين الحق} إشارة إلى ما شرع والألف واللام في الهدى يحتمل أن تكون للعهد وهو قوله تعالى: {ذلك هدى الله يهدي به من يشاء} وأن تكون للتعريف أي كل ما هو هدى تنبيه دين الحق يحتمل أن يكون المراد دين الله لأنّ الحق من أسماء الله تعالى ويحتمل أن يكون الحق نقيض الباطل فكأنه قال ودين الأمر الحق {ليظهره} أي: دينه {على الدين كله} أي: جميع باقي الأديان {وكفى بالله} أي: الذي له الإحاطة بجميع صفات الكمال {شهيدًا} أي: على أنك مرسل بما ذكر كما قال تعالى.{محمد رسول الله} أي: الملك الذي لا كفؤ له فهو الرسول الذي لا رسول يساويه فإنه رسول إلى جميع الخلق من أدرك زمانه بالفعل في الدنيا ومن تقدّمه بالقوّة فيها وبالفعل في الآخرة يوم يكون الكل تحت لوائه وقد أخذ على الأنبياء كلهم الميثاق بأن يؤمنوا به إن أدركوه وأخذ ذلك الأنبياء على أممهم وأشار بذكر هذا الاسم بخصوصه في سورة الفتح إلى أنه صلى الله عليه وسلم هو الخاتم بما أشارت إليه الميم التي مخرجها ختام المخارج واستنبط بعض العلماء من محمد ثلاثمائة وأربعة عشر رسولًا فقال فيه ثلاث ميمات وإذا بسطت كل منهما قلت فيه م ي م وعدّتها بحساب الجمل الكبير تسعون فيحصل منها مائتان وسبعون وإذا بسطت الحاء والدال قلت دال بخمسة وثلاثين، وحاء بتسعة فالجملة ما ذكر والاسم واحد فتم عدد الرسل كما قيل أنهم ثلاثمائة وخمسة عشر وقد تقدّم الكلام على أولي العزم منهم في سورة الأحقاف.تنبيه: يجوز أن يكون محمد خبر مبتدأ مضمر لأنه لما تقدّم هو الذي أرسل رسوله دل على ذلك المقدّر أي هو أي الرسول بالهدى محمد. ورسول الله بدل أو بيان أو نعت وأن يكون محمد مبتدأ وخبره رسول الله وقيل غير ذلك.ولما ذكر الرسول ذكر المرسل إليهم فقال تعالى: {والذين معه} أي: بمعية الصحبة من الصحابة وحسن التبعية من التابعين لهم بإحسان {أشدّاء} أي: غلاظ {على الكفار} منهم لا تأخذهم بهم رأفة بل هم معهم كالأسد على فريسته لأنّ الله تعالى أمرهم بالغلظة عليهم لا يرحمونهم {رحماء بينهم} أي: متعاطفون متوادّون كالوالد مع الولد.كما قال تعالى: {أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين}.وعن الحسن بلغ من تشددهم على الكفار أنهم كانوا يتحرّزون من ثيابهم أن تلزق بثيابهم ومن أبدانهم أن تمس أبدانهم وبلغ من تراحمهم فيما بينهم أنه كان لا يرى مؤمن مؤمنًا إلا صافحه وعانقه، ومن حق المسلمين في كل زمان أن يراعوا هذا التذلل وهذا التعطف فيشددوا على من ليس من دينهم ويتحاموه ويعاشروا إخوانهم المؤمنين في الإسلام متعطفين بالبر والصلة والمعونة وكف الأذى والاحتمال منهم.تنبيه: والذين معه مبتدأ خبره أشدّاء على الكفار ورحماء بينهم خبر ثان وقيل غير ذلك. ثم بين تعالى الحامل لهم على ذلك بقوله سبحانه وتعالى: {تراهم} أي: أيها الناظر لهم {ركعًا سجدًا} أي: دائمين الخشوع فأكثر أوقاتهم صلاة قد غلبت صفة الملكية على صفاتهم الحيوانية فكانت الصلاة آمرة بالخير مصينة عن كل نقص وضير.ثم أشار إلى إخلاصهم بقوله تعالى: {يبتغون} أي: يطلبون بذلك وغيره من جميع أحوالهم بغاية جهدهم تغليبًا لعقولهم على شهواتهم وحظوظهم {فضلًا} أي: زيادة من الخير {من الله} أي: الذي له الإحاطة بصفات الكمال من الجلال والجمال الذي أعطاهم ملكة العظمة على الكفار بما وهبهم من جلاله والرأفة على أوليائه {ورضوانًا} أي: رضًا منه عظيمًا بما نالهم من رحمته التي هيأهم بها للإحسان إلى عياله فنزعوا الهوى من صدورهم فصاروا يرونه وحده سيدهم المحسن إليهم لا يرون سيدًا غيره ولا محسن سواه.ثم بين كثرة صلاتهم. بقوله تعالى: {سيماهم} أي: علامتهم التي لا تفارقهم {في وجوههم} ثم بين تعالى العلامة بقوله: {من أثر السجود} وهو نور وبياض في وجوههم يوم القيامة كما قال تعالى: {يوم تبيض وجوه وتسودّ وجوه}.رواه عطية العوفيّ عن ابن عباس. وعن أنس هو استنارة وجوههم من كثرة صلاتهم. وقال شهر بن حوشب: تكون مواضع السجود من وجوههم كالقمر ليلة البدر. وقال مجاهد هو السمت الحسن والخشوع والتواضع والمعنى أنّ السجود أورثهم الخشوع والسمت الحسن الذي يعرفون به. وقال الضحاك: هو صفرة الوجه. وقال الحسن: إذا رأيتهم حسبتهم مرضى وما هم بمرضى. وقال عكرمة: هو أثر التراب على الجباه. قال أبو العالية: لأنهم يسجدون على التراب لا على الثياب. وقال عطاء: استنارت وجوههم من طول ما صلوا بالليل لأنّ من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار.قال بعضهم: دخل في هذه الآية كل من حافظ على الصلوات الخمس. قال البقاعي: ولا يظن أنّ من السيما ما يصنعه بعض المرائين من أثر هيئة السجود في جبهته فإنّ ذلك من سيما الخوارج. وفي نهاية ابن الأثير في تفسير الثقات ومنه حديث أبي الدرداء أنه رأى رجلًا بين عينيه مثل ثغنة البعير فقال: لو لم يكن هذا كان خيرًا يعني كان على جبهته أثر السجود وإنما كرهها خوفًا من الرياء عليه. وعن أنس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إني لأبغض الرجل وأكرهه إذا رأيت بين عينيه أثر السجود» وعن بعض المتقدّمين: كنا نصلي فلا يرى بين أعيننا شيء ونرى أحدنا الآن يصلي فيرى بين عينيه ركبة البعير فلا ندري أثقلت الرؤوس أم خشنت الأرض. وإنما أراد بذلك من تعمد ذلك للنفاق ثم أشار تعالى إلى علو مرتبة ذلك الوصف بقوله سبحانه: {ذلك} أي: هذا الوصف العالي جدًا البديع المثال البعيد المنال {مثلهم} أي: صفتهم {في التوراة} وههنا تم الكلام فإن مثلهم: مبتدأ وخبره في التوراة وقوله تعالى: {ومثلهم في الإنجيل} أي: الذي نسخ الله تعالى به بعض أحكام التوراة مبتدأ وخبره {كزرع} أي: مثل زرع {أخرج شطأه} أي: فراخه يقال أشطأ الزرع إذا فرخ وهل يختص ذلك بالحنطة فقط أو بها وبالشعير أو لا يختص خلاف مشهور قال الشاعر:
وقرأ ابن كثير وابن ذكوان: بفتح الطاء والباقون بإسكانها. وهما لغتان كالنهر والنهر وأدغم أبو عمرو الجيم في الشين بخلاف عنه ثم سبب عن هذا الإخراج قوله تعالى: {فآزره} أي: قواه وأعانه. وقرأ ابن ذكوان: بقصر الهمزة بعد الفاء والباقون بالمدّ.{فاستغلظ} أي: فطلب المذكور من الزرع والشطء الغلظ وأوجده فتسبب عن ذلك اعتداله {فاستوى} أي: قوى واستقام وقوله تعالى: {على سوقه} متعلق باستوى ويجوز أن يكون حالًا أي كائنًا على سوقه أي قائمًا عليها، هذا مثل ضربه الله تعالى لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في الإنجيل أنهم يكونون قليلًا ثم يزدادون ويكثرون.قال قتادة: مثل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في الإنجيل مكتوب أنه سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وقيل: الزرع محمد صلى الله عليه وسلم والشطء: أصحابه والمؤمنون. وروى مبارك بن فضالة عن الحسن قال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين معه أبو بكر الصدّيق. أشدّاء على الكفار: عمر بن الخطاب. رحماء بينهم: عثمان بن عفان. تراهم ركعًا سجدًا: علي بن أبي طالب يبتغون فضلًا من الله العشرة المبشرون بالجنة كمثل زرع محمد صلى الله عليه وسلم أخرج شطأه أبو بكر فآزره عمر، فاستغلظ عثمان يعني استغلظ عثمان بالإسلام، فاستوى على سوقه علي بن أبي طالب رضي الله عنه استقام الإسلام بسيفه.{يعجب الزرّاع} قال: المؤمنون {ليغيظ بهم الكفار} قول عمر لأهل مكة بعدما أسلم: لا يعبد الله سرًا بعد اليوم روى أنس بن مالك عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «أرحم أمّتي أبو بكر، وأشدّهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأفرضهم زيد، وأقرؤهم أبيّ، وأعلمهم بالحرام والحلال معاذ بن جبل، ولكل أمّة أمين وأمين هذه الأمّة أبو عبيدة بن الجرّاح» وفي رواية أخرى وأقضاهم علي وروى بريدة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من مات من أصحابي بأرض كان نورهم وقائدهم يوم القيامة».تنبيه: يعجب حال أي معجبًا وهنا تم الكلام.وقوله تعالى: {ليغيظ بهم الكفار} فيه أوجه: أحدها: أنه متعلق بمحذوف دل عليه تشبيههم بالزرع في نمائهم وقوّتهم. قال الزمخشري: أي شبههم الله تعالى بذلك ليغيظ. ثانيها: أنه متعلق بما دل عليه قوله تعالى: {أشدّاء} متعلق على الكفار الخ أي: جعلهم بهذه الصفات ليغيظ. ثالثها: أنه متعلق بقوله تعالى: {وعد الله} أي: الملك الأعظم {الذين آمنوا} لأنّ الكفار إذا سمعوا بعزة المؤمنين في الدنيا وما أعدّ الله لهم في الآخرة غاظهم ذلك. وقوله تعالى: {وعملوا الصالحات} فيه إشارة إلى تصديق دعواهم ومن في قوله تعالى: {منهم} للبيان لا للتبعيض لأنهم كلهم كذلك فهي كقوله تعالى: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان}.ولما كان الإنسان وإن اجتهد مقصرًا عما يجب لله تعالى من العبادة. أشار إلى ذلك بقوله تعالى: {مغفرة} أي: لما يقع منهم من الذنوب والهفوات {وأجرًا عظيمًا} بعد ذلك الستر وهو الجنة. وهما أيضًا لمن بعدهم ممن يأتي.فائدة قد جمعت هذه الآية الخاتمة لهذه السورة جميع حروف المعجم وفي ذلك بشارة تلويحية مع ما فيها من البشائر التصريحية باجتماع أمرهم وعلوّ نصرهم رضي الله عنهم وحشرنا معهم نحن ووالدينا ومحبينا وجميع المسلمين بمنه وكرمه.قال: وهذا آخر القسم الأوّل من القرآن، وهو المطوّل وقد ختم كما ترى بسورتين هما في الحقيقة للنبيّ صلى الله عليه وسلم وحاصلهما: الفتح بالسيف والنصر على من قاتله ظاهرًا. كما ختم القسم الثاني المفصل بسورتين هما: نصره له صلى الله عليه وسلم بالحال على من قصده بالضر باطنًا وما رواه البيضاوي تبعًا للزمخشري من أنه صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سورة الفتح فكأنما كان ممن شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة» حديث موضوع. وقال ابن عادل: روى أنّ من قرأ في أوّل ليلة من رمضان {إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا} في التطوّع حفظ في ذلك العام ولم أره لغيره. اهـ. .قال القاسمي: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}.يعني بيعة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية، حين بايعوه على مناجزة قريش الحرب، وعلى أن لا يفرّوا، ولا يولوهم الدبر، تحت شجرة هناك.وقد أجمع الرواة في (الصحاح) على أن الشجرة لم تُعْلمْ بعد. ففي (الصحيحين) من حديث أبي عوانة عن طارق، عن سعيد بن المسيب قال: كان أبي ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة. قال: فانطلقنا من قابل حاجّين، فخفي علينا مكانها، وإن كانت بينت لكم، فأنتم أعلم. وفيهما أيضًا عن سفيان قال: إنهم اختلفوا في موضعها.
|