الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **
فيها غلبت الروم على طرسوس وقتلوا وسبوا وأحرقوا قراها. وفيها قصد روزبهان الدَّيلمي العراق فالتقاه معزّ الدولة ومعه الخليفة فهزم جيشه , اسر روزبهان وقوّاده. وفيها توفي العبَّاداني أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب روى ببغداد عن الزَّعفراني عليّ بن حرب وعدّة. وعاش سبعًا وتسعين سنة وهو صدوق. وفيها الإمام أبو بكر غلام السبّاك وهو أحمد بن عثمان البغدادي شيخ الإقراء بدمشق قرأ على الحسن بن الحباب صاحب البزّي والحسن بن الصوّاف شيخ الإقراء صاحب الدُّوري. وفيها أبو القاسم إسماعيل بن يعقوب البغدادي التاجر بن الجراب وله ثلاث وثمانون سنة روى عن موسى بن سهل الوشّاء وطبقته وسكن مصر. وفيها أبو أحمد بكر بن محمد المروزي الصيرفي الدُّخمسيني محدث مرو. رحل وسمع أبا قلابة الرَّشي وطبقته وكان فصيحًا أديبًا أخباريا نديمًا وقيسل بل توفي سنة ثمان وأربعين. وفيها أبو علي بن أبي هريرة شيخ الشافعية واسمه حسن بن حسين البغدادي صاحب التصانيف وصاحب ابن سريج وهو صاحب وجهٍ في المذهب. وفيها عثمان بن محمد بن أحمد أبو عمرو السَّمرقندي وله خمس وتسعون سنة روى بمصر عن أحمد بن شبيب بن الرَّملي وأبي أميّة الطَّرسوسي وطائفة. وفيها علي بن إبراهيم بن سلمة الحافظ العلامة الجامع أبو الحسن القزويني القطّان الذي روى عن ابن ماجة سننه. رحل إلى العراق واليمن وروى عن أبي حاتم الرازي وطبقته. وعاش إحدى وثمانين سنة قال الخليلي فضائله أكثر من أن تعد سرد الصوم وكان يفطر ثلاثين سنة على الخبز والملح وكّان جماعة من شيوخ قزوين يقولون: لم ير أبو الحسن مثل نفسه في الفضل والزهد. وفيها أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح البغدادي البزّار وله اثنتان وثمانون سنة وكان يحفظ وفيها أبو عمر الزاهد غلام ثعلب وصاحبه وهو محمد بن عبد الواحد البغدادي اللغوي قيل إنه أملى ثلاثين ألف ورقة في اللغة من حفظه وكان ثقة آية في الحفظ والذكاء وقد روى عن موسى الوشّاء وأحمد بن عبيد الله النَّرسي وطائفة. وفيها الوزير الماذرائي أبو بكر محمد بن علي البغدادي الكاتب وزر لخمارويه صاحب مصر وعاش نحو التسعين واحترقت سماعاته وسلم له جزءان سمعهما من العطاردي وكان من صلحاء الكبراء وأما معروفه فإليه المنتهى حتى قيل إنه أعتق في عمره مائة ألف رقبة. وأنفق في حجّة حجّها مائة ألف دينار وبغ ارتفاع مغلّه بمصر من أملاكه في العام أربعمائة ألف دينار قاله المسبّحي. وفيها مكرم بن أحمد القاضي أبو بكر البغدادي البزار. سمع محمد ابن عيسى المدايني والدَّير عاقولي وجماعة وثّقة الخطيب. وفيها المسعودي المؤرخ صاحب مروج الذهب ف يجمادى الآخرة. وهو علي بن الحسين بن علي. سنة ست وأربعين وثلاثمائة فيها قلّ المطر جدّا ونقص البحر نحوا من ثمانين ذراعًا وظهر فيه جبال وجزائر وأشياء لم تعهد وكان بالريّ فيما نقل ابن الجوزي في منتظمه زلازل عظيمة وخسف ببلد الطّالقان في ذي الحجة ولم يفلت من أهلها إلا نحو من ثلاثين رجلًا وخسف بخمسين ومائة قرية من قرى الريّ. قال: وعلّقت قرية بين السماء والأرض بمن فيها نصف يوم ثم خسف بها. قلت: إنما نقلت هذا ونحوه للفرجة لا للتصديق والحجةّ فان مثل هذا الحادث الجليل لا يكفي فيه خبر الواحد الصادق فكيف وإسناد ذلك معدوم منقطع. وفيها توفي أحمد بن مهران أبو الحسن السِّيرافي المحدث بمصر في شعبان روى عن الربيع بن سليمان المرادي والقاضي بكّار وطائفة. وفيها أحمد بن جعفر بن أحمد بن معبد أبو جعفر الأصبهاني المسار شيخ أبي نعيم في رمضان روى عن أحمد بن عصام وجماعة. وفيها أحمد بن محمد بن عبدوس أبو الحسن العنزي الطَّرائفي في رمضان بنيسابور روى عن عثمان بن سعيد الدَّارمي وجماعة. وفيها إبراهيم بن عثمان أبو القاسم بن الوزّان القيرواني شيخ المغرب في النحو واللغة يوم عاشوراء حفظ كتاب سيبويه والمصنّف الغريب وكتاب العين وإصلاح المنطق وأشياء وفيها محدث اسفرايين أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن بن إسحاق الاسفراييني. رحل مع خاله الحافظ أبي عوانة فسمع أبا مسلم الكجّي وطبقته توفي في شعبان. وفيعا محدّث الأندلس أبو عثمان سعيد بن فحلون في رجب وله أربع وتسعون سنة روى عن بقيّ بن مخلد ومحمد بن وضّاح ولقي في الرحلة أبا عبد الرحمن النَّسائي وهو آخر من روى عن يوسف المغامي حمل عنه [الواضحة] لابن حبيب. وفيها محدّث أصبهان عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الرجل الصالح أبو محمد في شوال وله ثمان وتسعون سنة تفرّد بالرواية عن طائفة منهم: محمد بن عاصم الثَّقفي وسموية وأحمد بن يوسف الضَّبَّي. وفيها أبو الحسين عبد الصمد بن علي الطَّستّي الوكيل ببغداد في شعبان وله ثمانون سنة. روى عن أبي بكر بن أبي الدنيا وأقرانه وله جزء معروف. وفيها الحافظ الكبير أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف النَّسفي وله سبع وثمانون سنة رحل وطوّف ووصل إلى اليمن ولقي أبا حاتم الرّازي وطبقته وكان مفتيًا ظاهريًا أثريًا أخذ عن أبي بكر بن داود الظاهري وفيه زهد وتعبُّد. وفيها أبو العباس المحبوبي محمد بن أحمد بن محبوب المروزي محدّث مرو وشيخها ورئيسها في رمضان وله سبع وتسعون سنة. روى جامع التِّرمذي عن مؤلفه وروى عنسعيد بن مسعود صاحب النَّضر بن شميل وأمثاله. وفيها أبو بكر بن داسة البصري التمار محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق راوي السنن عن أبي داود. وفيها محدّث ما وراء النهر أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة البغدادي نزيل سمرقند في ذي الحجة انتقى عليه أبو علي النيسابوري أربعين جزءًا. روى عن ابن أبي الدنيا وأحمد بن عبد الله النَّرسي والكبار وكان كثير الأسفار للتجارة ثقة ثبتًا رضًا. وفيها محدث خراسان ومسند العصر أبو العباس الأصمَّ محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الأمويّ مولاهم النيسابوري المعقلي المؤذِّن الورّاق بنيسابور في ربيع الآخر وله مائة سنة إلا سنة حدث له الصَّمم بعد الرحلة ثم استحكم به وكان يحدّث من لفظه حدّث في الإسلام نيّفا وسبعين سنة. وأذن سبعين سنة بمسجده وكان حسن الصوت حسن الأخلاق كريمًا ينسخ بالأجرة وعمّر دهرًا ورحل إليه خلق كثير. قال الحاكم: ما رأيت الرحالة في بلد أكثر منهم إليه رأيت جماعة من الأندلس ومن أهل فارس على بابه. قلت: سمع من جماعة من أصحاب سفيان بن عيينة وابن وهب وكانت رحلته مع والده في سنة خمس وستين ومائتين فغاب عن بلده خمس سنين وسمع بأصبهان والعراق ومصر والشام والحجاز والجزيرة. وفيها مسند الأندلس أبو الحزم وهب بن مسرَّة التميمي الفقيه وكان إمامًا في مذهب مالك محققًا له بصيرًا بالحديث وعلله مع زهد وورع. روى الكثير عن محمد بن وضاح وجماعة ومات في شعبان في عشر التسعين. سنة سبع وأربعين وثلاثمائة فيها فتكت الروم لعنهم الله ببلاد الإسلام وعظمت المصيبة وقتلوا خلائق وأخذوا عدّة حصون بنواحي آمد وميّافارقين ثم وصلوا إلى قنَّسرين فالتقاهم سيف الدولة بن حمدان فعجز عنهم وقتلوا معظم رجاله وأسروا أهله ونجا هو في عدد يسير. وفيها سار معز الدولة واستولى على إقليم الجزيرة وفرّ بين يديه صاحبها ناصر الدولة فقدم على أخيه بحلب ملتجئًا إليه وجرت لأمور طويلة. ثم إن سيف الدولة أرسل إلى معز الدولة يستعطفه فعقد له على الموصل وذلك لأن ناصر الدولة نكث بمعز الدولة مرّات ومنعه الحمل والخراج. وفيها توفي القاضي أبو الحسن بن حزام وهو أحمد بن سليمان بن أيوب الأسدي الدّمشقي. روى عن بكّار بن قتيبة بن بكّار القاضي وطائفة. وناب في القضاء بلده وهو آخر من كانت له حلقة بجامع دمشق يدرِّس فيها مذهب الأوزاعي. وفيها المحدّث أبو علي أحمد بن الفضل بن خزيمة ببغداد في صفر عن بضع وثمانين سنة. سمع أبا قلابة الرَّقاشي وطائفة. وفيها أبو الحسن الشَّعراني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد بن المسيّب النيسابوري العابد الثقة. روى عن جدّ ورحل وجمع وخرّج لنفسه. وفيها حمزة بن محمد بن العباس أبو أحمد العقبي الدُّهقان ببغداد روى عن العطاردي ومحمد بن عيسى المدايني والكبار وهو أكبر شيخ لعبد الله بن بشران. وفيها أبو محمد بن عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي النحوي ببغداد في صفر وله تسع وثمانون سنة. روى ع ن يعقوب الفسوي تاريخه ومشيخته وقدم بغداد في صباه فسمع من عباس الدُّوري وطبقته بعناية أبيه ثم أقبل على العربيّة حتى برع فيها وصنّف التصانيف ولم يضعّفه أحد بحجّة. وفيها أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي الدمشقي الأديب المحدث وفيها الحافظ البارع أبو سعيد بن يونس وهو عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصَّدفي المصري صاحب تاريخ مصر توفي في جمادى الآخرة وله ست وستون سنة وأقدم شيوخه أحمد بن حمّاد زغبه وأقرانه. وفيها علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن زيد بن ماتي الكوكبي الكاتب أبو الحسين ببغداد وله ثمان وتسعون سنة. روى عن إبراهيم بن عبد الله القصَّار وإبراهيم بن أبي العنبس القاضي. وفيها محمد بن أحمد بن الحسن أبو عبد الله الكسائي المقرئ بأصبهان. روى عن عبد الله بن محمد بن النعمان وطبقته. وفيها أبو الحسن محمد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد الرّازي الحافظ والد الحافظ تمّام سمع بخراسان والعراق والشام وسكن دمشق وصنّف وجمع. وأقدم شيوخه محمد بن أيوب بن الضُّريس. وفيها أبو علي محمد بن القاسم بن معروف التميمي الدمشقي الأخباري قال الكتّاني: حدث عن أبي بكر أحمد بن علي المروزي بأكثر كتبه واتهم في ذلك وقيل إن أكثرها إجازة وكان صاحب دنيا يحب المحدّثين ويكرمهم عاش أربعًا وستين سنة. فيها استنصرت الكلاب الروم على المسلمين وظفروا بسريَّة فأسروها وأسروا أميرها محمد بن ناصر الدولة بن حمدان ثم أغاروا على الرُّها وحرّان فقتلوا وسبوا وأخذو حصن الهارونية وخرّبوه وكرّوا على ديار بكر. وفي هذه المدة عمل الخطيب عبد الرحيم بن نباتة خطبه الجهاديات يحرّض الإسلام على الغزاة. وفيها توفي النجَّاد أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن الفقه الحافظ شيخ الحنابلة بالعراق وصاحب التصانيف والسُّنن سمع أبا داود السِّجستاني وطبقته وكانت له حلقتان حلقة للفتوى وحلقة للإمام وكان رأسًا في الفقه رأسًا في الحديث. قال أبو إسحاق الطبري: كان النجّاد يصوم الدّهر ويفطر على رغيف ويترك منه لقمة فإذا كان ليلة الجمعة أكل تلك اللُّقم وتصدق بالرغيف توفي في ذي الحجة وله خمس وتسعون سنة رحمه الله تعالى. وفيها الخلدي أبو محمد بن جعفر بن محمد بن نصير البغدادي الخلدي الخوّاص الزاهد شيخ الصوفية ومحدّثهم سمع الحارث بن أبي أسامة وعلي بن عبد العزيز البغوي وطبقتهما وصحب الجنيد وأبا الحسين النُّوري وأبا العباس بن مسروق وكان إليه المرجع في علم القوم وتصانيفهم وفيها عليّ بن محمد بن الزبير القرشي الكوفي المحدّث أبو الحسن. حدّث عن أبي عفّان وإبراهيم بن عبد الله القصّار وجماعة. وثّقة الخطيب و مات في ذي القعدة وله أربع وتسعون سنة. وفيها أبو بكر محمد بن جعفر الأدمي القارئ بالألحان حدّث عن أحمد بن عبيد بن ناصح وجماعة. وقيل إنه خلط قبل موته. سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وفيها أوقع نجا غلام سيف الدولة بالروم فقتل وسبا وأسر وفرح المسلمون. وفيها تمت وقعة هائلة ببغداد بين السُّنَّة والرافضة وقويت الرافضة ببني هاشم وبمعز الدَّولة وعطّلت الصلوات في الجوامع ثم رأى معز الدولة المصلحة في القبض على جماعة من الهاشميين فسكنت الفتنة. وفيها حشد سيف الدَّولة ودخل الروم فأغار وقتل وسبي فزحفت إليه جيوش الروم فعجز عن لقائهم فكر في ثلاثمائة وذهبت خزانته وقتل جماعة من أمرائه والله المستعان. وفيها كان إسلام الترك قال ابن الجوزي: أسلم من الترك مائتا ألف خركاه. وفيها توفي أبو الحسين أحمد بن عثمان الأدمي العطشي ببغداد في ربيع الآخر وله أربع وتسعون سنة. روى عن العطاردي وعباس الدُّوري والكبار. وفيها أبو الفوارس الصابوني بن محمد بن حسين ابن السِّندي الثّقة المعمَّر مسند ديار مصر في شوال وله مائة وخمس سنين. روى عن يونس بن عبد الأعلى والمزني والكبار. وآخر من روى عنه ابن نظيف. وفيها العلامة أبو الوليد حسّان بن محمد القرشي الأموي النَّيسابوري الفقيه شيخ الشافعية بخراسان وصاحب ابن سريج صنّف التصانيف وكان بصيرًا بالحديث وعلله خرّج كتابًا على صحيح مسلم ورى عن محمد بن إبراهيم البوشنجي وطبقته وهو صاحب وجهٍ في المذهب. وقال فيه الحاكم: هو إمام أهل الحديث بخراسان , أزهد من رأيت من العلماء وأعبدهم توفي في ربيع الأول عن اثنتين وسبعين سنة. وفيها أبو علي النيسابوري الحافظ الحسين بن علي بن يزيد النَّيسابوري أحد الأعلام في جمادى الأولى نيسابور وله اثنتان وسبعون سنة. قال الحاكم: هو واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع والمذاكرة والتصنيف سمع إبراهيم بن أبي طالب وطبقته. وفي الرحلة من النسائي وأبي خليفة وطبقتهما وكان في الحفظ كان ابن عقدة يخضع لحفظه. وفيها عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الخراساني أبو محمد العدل وكان إسحاق ابن عم أبي القاسم البغوي سمع أحمد بن ملاعب ويحيى بن أبي طالب وطبقتهما. قال الدّارقطني: ليِّن. وفيها أبو طاهر بن أبي هاشم شيخ القرّاء بالعراق وهو عبد الواحد ابن عمر بن محمد البغدادي صاحب التصانيف وتلميذ ابن مجاهد. روى عن محمد بن جعفر القتّات وطائفة. ومات في شوال عن سبعين سنة. وفيها أبو أحمد العسّال القاضي واسمه محمد بن أحمد بن إبراهيم قاضي أصبهان. سمع محمد بن أسد المديني وأبا بكر بن أبي عاصم وطبقتهما. ورحل وجمع وصنّف وكان من أئمة هذا الشأن. قال أبو نعيم الحافظ: كان من كبار الحفاظ. وقال ابن مندة: كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العسّال. قلت: توفي في رمضان وله نحو من ثمانين سنة أو أكثر. وفيها ابن علم الصفّار أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمرويه البغدادي صاحب الجزء قال الخطيب: جميع ما عنده جزء ولم أسمع أحدًا يقول فيه. إلاّ خيرًا. قلت: سمع محمد بن إسحاق الصغّاني وغيره ومات في شعبان ويقال إنه جاوز المائة. سنة خمسين وثلاثمائة فيها بنى معزّ الدولة ببغداد دار السلطنة في غاية الحسن والكبر غرم عليها ثلاثة عشر ألف ألف دينار وقد درست آثارها في حدود الستمائة وبقي مكانها دحلة يأوي إليها الوحش وبعض أساسها موجود فإنه حفر لها في الأساسات نيّفا وثلاثين ذراعًا. وفيها تمت أخلوقة قبيحة وهي أن أبا العباس عبد الله بن أبي الشوارب ولي قضاء القضاة وركب بالخلع الحرير المحترمة من دار معز الدَّولة بالدبادب والبوقات وفي خدمته الأمراء وشرط على نفسه بمكتوب أن يحمل في العام مائتي ألف درهم إلى خزانة الدولة وتألّم المطيع وأبى أن لا يدخل عليه وامتنع من تقليده وضمّن آخر الحسبة وآخر الشرطة. وفيها توفي أبو حامد أحمد بن علي بن الحسن بن حسنويه النيسابوري التاجر سمع أبا عيسى المروزي وأبا حاتم الرازي وطبقتهما. قال الحاكم: كان من المجتهدين في العبادة ولو اقتصر على سماعه الصحيح لكان أولى به لكنه وفيها أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي أبو بكر البغدادي تلميذ محمد بن جرير وصاحب التصانيف في الفنون ولي قضاء الكوفة وحدّث عن محمد بن سعد العوفي وطائفة. وعاش تسعين سنة توفي في المحرم. قال الدارقطني: ربما حدّث من حفظه بما ليس في كتابه أهلكه العجب وكان يختار لنفسه ولا يقلّد أحدًا. وقال ابن رزقويه: لم تر عيناي مثله. وفيها أبو سهل القطّان أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد البغدادي المحدّث الأخباري الأديب مسند وقته. روى عن العطاردي ومحمد بن عبيد الله المنادي وخلق. وفيه تشيُّع قليل وكان يديم التهجّد والتلاوة والتعبُّد وكان كثير الدعابة. قال البرقاني: كرهوه لمزاح فيه وهو صدوق توفي في شعبان وله إحدى وتسعون سنة. وفيها أبو محمد الخطبي إسماعيل بن علي بن إسماعيل البغدادي الأديب الأخباري صاحب التصانيف. روى عن الحارث بن أبي أسامة وطائفة وكان يرتجل الخطب ولا يتقدّمه فيها أحد. وفيها أبو علي الطبري الحسن بن القاسم شيخ الشافعية ببغداد درّس الفقه بعد شيخه أبي وفيها أبو جعفر بن برية الهاشمي خطيب جامع المنصور أبي جعفر في صفر وله سبع وثمانون سنة وهو ذو قعدد في النسب في طبقة الواثق. روى عن العطاردي وابن أبي الدنيا. وفيها توفي خليفة الأندلس وأول من تلقب بأمير المؤمنين من أمراء الأندلس الناصر لدين الله أبو المطرِّف عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الأموي المرواني وكانت دولته خمسين سنة وقام بعده ولده المستنصر بالله وكان كبير القدر كثير المحاسن أنشأ مدينة الزهراء وهي عديمة النظير في الحسن غرم عليها من الأموال ما لا يحصى ولما بلغه ضعف أحوال الخلافة بالعراق ورأى أنه أمكن منهم وأولى تلقّب بذلك. وفيها القاضي أبو السائب عتبة بن عبيد الله الهمذاني الشافعي الصوفي تزهَّد أولًا وصحب الكبار ولقي الجنيد ثم كتب الفقه والحديث والتفسير وتوصَّل وولي قضاء أذربيجان ثم قضاء همذان ثم سكن بغداد ونوّه باسمه إلى أن ولي قضاء القضاة فكان أوّل من ولي قضاء القضاة من الشافعية. وفيها فاتك المجنون أبو شجاع الرومي الإخشيذي رفيق الأستاذ كافور أجلّ أمراء الدولة وكان كافور يخافه ويداريه وقد مدحه المتنبي فوصله فاتك بألف دينار. وفيها مسند بخارى أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب البغدادي الدِّهقان الفقيه المحدّث في رجب وله أربع وثمانون سنة. روى عن يحيى بن أبي طالب وابن أبي الدنيا والكبار واستوطن بخارى وصار شيخ تلك الناحية. سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة فيها نازل الدُّمستق لعنه الله مدينة عين زربة في مائة ألف وستين ألفًا فأخذها بالأمان ثم نكث في آخر القصة وقتل خلق لا يحصون وأحرقها ومات أهلها في الطرقات جوعًا وعطشًا إلا من نجا بأسوأ حال وهدم حولها نحوًا من خمسين حصنًا أخذ بعضها بالأمان رجع فجاء سيف الدولة فنزل على عين زربة وأخذ يتلافى الأمر ويلم شعثها واعتقد أن الطاغية لا يعود فدهمه الملعون ونازل حلب بجيوشه فلم يفوته سيف الدولة ونجا في نفرٍ يسير وكانت داره بظاهر حلب فدخلها الدُّمستق ونزل بها واحتوى على ما فيها من الخزائن وحاصر أهل حلب إلى أن انهدمت ثلمة من السور فدخلت الروم منها فدفعهم المسلمون وبنوها في الليل ونزلت أعوان الوالي إلى بيوت العوام فنهبوها فوقع الصائح في الأسوار: الحقوا منازلكم فنزلت الناس حتى خلت الأسوار فبادرت الروم وتسلقوا وملكوا البلد وبذلوا السيف حتى كلّوا وملّوا واستباحوا حلب ولم ينجح إلا من عد القلة. وأما بغداد فرفعت المنافقون رؤوسها وقامت الدولة الرافضية وكتبوا على أبواب المساجد: لعنة معاوية ولعنة من غصب فاطمة حقّها من فدك ولعنة من أخرج العباس من الشورى ولعنة من نفى أبا ذر فمحته أهل السنَّة في الليل فأمر معز الدَّولة بإعادته: فأشار عليه الوزير المهلَّبي أن يكتب: ألا لعنة الله على الظالمين لآل محمد ولعنة معاوية فقط. وأسرت الروم من منبج الأمير أبا فراس بن سعيد بن حمدان الأمير وبقي في أسرهم سنوات. وفيها توفي أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن جامع السكَّري بمصر روى عن علي بن عبد العزيز البغوي وطائفة. وأبو بكر أحمد بن محمد بن أبي الموت المكّي. روى عن علي بن عبد العزيز البغوي وأبي يزيد القراطيسي وطائفة وعاش تسعين سنة. وأحمد بن محمد أبو الحسين النَّيسابوري قاضي الحرمين وشيخ الحنفية في عصره ولي قضاء الحجاز مدّة ثم قدم نيسابور وولي القضاء بها تفقّه على أبي الحسين الكرخي وبرع في الفقه وعاش سبعين سنة. وروى عن أبي خليفة الجمحي وكان القاضي أبو بكر الأبهري شيخ المالكية يقول: ما قدم علينا من الخراسانيين أفقه من ابن أبي الحسين. وفيها أبو إسحاق الهجيمي إبراهيم بن علي البصري في آخر السنة وقد قارب المائة روى عن جعفر بن محمد بن شاكر والكديمي وطائفة. وفيها المهلَّبي الوزير في قول وسيأتي في العام الآتي. وفيها دعلج بن أحمد بن دعلج أبو محمد السِّجزي المعدّل وله نيف وتسعون سنة رحل وطوف وأكثر وسمع من هشام السِّيرافي وعليّ البغوي وطبقتهما. قال الحاكم: أخذ عن ابن خزيمة مصنفاته وكان يفتي بمذهبه. وقال الدَّارقطني: لم أر في مشايخنا أثبت من دعلج. وقال الحاكم: يقال لم يكن في الدنيا أيسر منه اشترى بمكة دار العباسيّة بثلاثين ألف دينار وقيل كان الذّهب في داره بالقفاف وكان كثير المعروف والصِّلات توفي جمادى الآخرة. وفيها أبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد البغدادي بمصر راوي السِّرة عن ابن البرقي في رمضان. وفيها أبو الحسين عبد الباقي بن قانع بن مرزوق الحافظ ببغداد في شوال وله ست وثمانون سنة. سمع الحارث بن أبي أسامة , إبراهيم بن الهيثم البلدي وطبقتهما. وصنّف التصانيف. قال الدَّارقطني: كان يخطئ ويصرّ على الخطأ. وفيها الحبِّيني أبو أحمد علي بن محمد المروزي سمع سعيد بن مسعود المروزي وطبقته. وكان صاحب حديث قال الحاكم: كان يكتب مثل السكر. وفيها أبو بكر النقّاش محمد بن الحسن بن محمد بن زياد الموصلي ثم البغدادي المقرئ صاحب التصانيف في التفسير والقراءات. روى عن أبي مسلم الكجِّي وطائفة وقرأ على أصحاب ابن ذكوان والبزّي ورحل ما بين مصر إلى ما وراء النهر وعاش خمسًا وثمانين سنة ومع جلالته في العلم ونبله فهو ضعيف متروك الحديث. وفيها أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشَّيباني الكوفي مسند الكوفة في زمانه أو في العام الآتي. روى عن إبراهيم بن عبد الله القصّار وأحمد بن أبي غرزة وجماعة. وفيها يحيى بن منصور القاضي أبو محمد النَّيسابوري ولي قضاء نيسابور بضع عشرة سنة روى عن علي بن عبد العزيز البغويّ وأحمد بن سلمة وطبقتهما. سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة فيها يوم عاشوراء ألزم معز الدولة أهل بغداد بالنَّوح والمآتم على الحسين بن علي رضي الله عنه وأمر بغلق الأسواق وعلّقت عليها المسوح ومنع الطباخين من عمل الأطعمة وخرجت نساء الرافضة منشّرات الشعور مضخّمات الوجوه يلطمن ويفتنّ الناس وهذا أول ما نيح عليه اللهم ثبت علينا عقولنا. وفيها عزل عن قضاء العراق ابن أبي الشوارب الذي ضمن القضاء وولِّي عمر بن أكثر على أن لا يأخذ جامكيّة. وفيها قتل ملك الروم وولى الملك: الدُّمستق واسمه نقفور وفيها يوم ثامن عشر ذي الحجة عملت الرّافضة عيد الغدير غدير خمّ ودقت الكوسات وصلّوا بالصحراء صلاة العيد. وفيها أو في التي قبلها الوزير المهلَّبي أبو محمّد الحسن بن محمد الأزدي من ذريّة المهلّب بن أبي صفرة وزير معز الدولة بن بويه كان من رجال الدهر حزمًا وعزمًا وسؤددًا وعقلًا وشهامةً ورأيًا توفي في شعبان وقد نيّف على الستين وكان فاضلًا شاعرًا فصيحًا حليمًا جوادًا صادر معز الدولة أولاده من بعده ثم استوزر أبا الفضل العباس بن الحسن الشرازي. وفيها أبو القاسم خالد بن سعد الحافظ أحد أركان الحديث بالأندلس سمع بعد سنة ثلاثمائة من جماعة وصنّف التصانيف وكان عجبًا في معرفة الرجال والعلل وقيل: كان يحفظ الشيء من مرّة. وورد أن المستنصر بالله الحكم قال: إذا فاخرنا أهل المشرق بيحيى بن معين فاخرناهم وفيها أبو بكر الإسكافي محمد بن محمد بن أحمد بن مالك ببغداد في ذي القعدة روى عن موسى بن سهل الوشّاء وجماعة وله جزء مشهور وفيها علي بن أحمد بن أبي قيس البغدادي الرقا أبو الحسن روى عن زوج أمه أبي بكر بن أبي الدِّنيا وهو ضعيف جدًّا.
|